الزخرفة الدمشقية داخل البيوت
بدأت في دمشق منذ ثلاثمائة عام تقريباً مرحلة فريدة كانت ربيعاً خصباً للفن المعماري في المدينة عامة وفي مساكنها خاصة، فكست تزيينات مبتكرة لم يشاهد مثلها من قبل باحات وغرف المنازل المترفة والقصور الفخمة
كان لحرفيي دمشق مخيلة طليقة تتجدد دوماً دون حدود فاستطاعوا في القرن الثامن عشر أن يبرزوا قدرة فائقة على ابتكار تزيينات ساحرة وكعادتهم فإن غنى ودقة ابتكاراتهم الجديدة قد ضاهت تزويق المخطوطات الثمينة وتوشية المفارش والبروكار الناعم ونقش المعادن برسوم ذات تشابك رائع
كما امتلكوا معرفة فائقة في تركيز تلك الزخارف على الواجهات وحول الباحات الظليلة وعلى حواف نوافير الماء المتلألئة تحت مساقط النور وأوراق الشجر وفي ردهات الاستقبال وقد سعوا أن يكون في نهاية الزقاق المتعرج باب بسيط يفتح أمام الضيف لتستقبله كل مرة المفاجأة الرائعة والساحرة لصورة الجنة
وفي مابعد وخلال القرن التاسع عشر أدخلت أساليب وطرائق جديدة ومواد للبناء غير مألوفة ونماذج زخرفية أخرى. وقد عرفت بعض البيوت تراكمات هائلة من الزخارف والتزيينات المدهشة في تباينها، وقد أدى هذا الامتزاج إلى فن من الباروك الفريد من نوعه إلى حد بعيد
- All
- Gallery Item






