البيوت الدمشقية

بيت اليوسف

دار أمير الحج الشامي عبد الرحمن باشا اليوسف

:الموقع 

حي ساروجا- العقيبة- حارة الباشا

البيت مسجل أثرياً لدى المديرية العامة للآثار والمتاحف

 

 :آل اليوسف

وصل آل اليوسف إلى دمشق في مطلع القرن التاسع عشر آتين من ديار بكر حيث كانوا تجار مواش على حسب ما تذكر وجيهة اليوسف، وقد حقق آل اليوسف بروزهم الاجتماعي والسياسي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر

تزوج محمد باشا اليوسف ابنة سعيد شمدين الوحيدة وأنجب ولداً واحداً هو عبد الرحمن

غادر آل اليوسف الصالحية للإقامة في سوق ساروجا -هذا الحي الذي صار يسمى”استنبول الصغرى”- حيث بدأ عبد الرحمن باشا ينسج لنفسه شبكة جديدة من العلاقات الاجتماعية والسياسية مع آل العظم وآل العابد

عبد الرحمن باشا اليوسف:

عبد الرحمن باشا اليوسف بن محمد باشا اليوسف والدته من آل العظم، أحد كبار أعيان دمشق، من عشيرة الزركية، من منطقة ديار بكر والدته من آل العظم, ولد بدمشق سنة 1871م وهو محافظ الحج الشامي، سبط سعيد باشا شمدين الذي تخلى له عن جميع ثروته الطائلة من بعده، واعتنى بتعليمه إلى أن تقلد وظيفة جده المذكور في العام 1892، وهو المنصب الذي شغله حتى العام 1918. وعرف من مناصبه أيضاً تعيينه عضواً في مجلس إدارة ولاية سورية.

وهكذا تدرج اليوسف في الرتب المدنية حتى بلغ رتبة “روم ايلي بكلربكي” الرفيعة في الهرمية العثمانية، وهي من الرتب الملكية العالية التي لا ينالها إلا القلائل خارج العاصمة اسطنبول، وتعادل رتبة (الفريق) العسكري

وتليها في الترقية الرتبة العليا (بالا) فـ(الوزارة)، ويلقب حاملها بالـ (باشا) من الدرجة الأولى، وينعت بـ (حضرة صاحب السعادة) دوماً، ويعد من أرباب المراتب العالية

قال عنه مؤرخ دمشق الحصني في كتابه المرجعي “منتخبات التواريخ”: “كان مثال الشهامة والكرم، والأخلاق الحسنة، والشجاعة، يداري الكبير والصغير، والغني والفقير. وقديماً قيل: من اكبر الأشياء شهادة على عقل الرجل، حسن مداراته للناس، وان حسن المدارة يشهد لصاحبه بالتوفيق”.

:تاريخ الدار

تشير الكتابات الموجودة في أسفل الطغراء على البوابة الرئيسية أن الدار بنيت عام 1283هـ الموافق 1866م في عهد السلطان العثماني عبد العزيز خان بن السلطان محمود خان الثاني وكانت الدار من أكبر و أجمل الدور الدمشقية في العصر العثماني ومنطقة ساروجا، وخاصة البوابة الخارجية والقوس المبني عليها من الأبلق  و الزخارف المنحوتة بين القوسين التي تتوسطها الطغراء.مساحة الدار  2000م2

 الجدير بالذكر أنه أول منزل مدت اليه الكهرباء في دمشق الشام حيث كانت حفلة زفاف كريمة عبد الرحمن باشا اليوسف على حسين بك الأيبش.

في عام 1898م عندما قام إمبراطور ألمانيا بزيارة لدمشق كان من المقرر أن يبيت في دار وجيه دمشق الأول عبد الرحمن باشا اليوسف ، ولكن صدر دمشق أحمد باشا الشمعة قام بتجهيز قصر في محلة القنوات “بيت فخري البارودي” واستقدم له الثريا والفوانيس من أجمل الأنواع قيل أنها عشرة آلاف،كما بنى لذلك جناحاً خاصاً فيه قاعات كبيرة لكن الخلاف الذي وقع بين أحمد باشا والوجيه عبد الرحمن باشا اليوسف حول أحقية كل منهما لاستضافة الإمبراطور جعل والي الشام حسين ناظم باشا يقرر استضافته في فندق بسراوي منعاً للخلاف

 

اندلعت فجر الأحد (16 تموز 2023) النيران بمنزل سكني في منطقة ساروجة  وسط دمشق، امتدت لتصل  إلى بيت اليوسف حيث احترق بالكامل  ولم يبق منه سوى بضعة جدران